تسجيل الدخول
heroBackgroundImg

ProjTitle.icon القسم (6) – عمليات التحقق والقياس لمصادر الطاقة المتجددة

تَستخدم تقنيات الطاقة المتجددة مجموعةً كبيرة من الموارد المتنوعة وآليات التحويل. إلّا أنّ هناك العديدُ من القواسم المشتركة بين هذه التقنيات والتي تُميزها عن مشاريع كفاءة الطاقة، وفي مقدمة تلك الجوانب، أنّ كافة تقنيات الطاقة المتجددة تُساهم في توفير الطاقة بدلًا من الحد من الطاقة المستهلكة.

وعليه، يمكن في بعض الأحيان أن يكون قياس كمية الطاقة التي يتم توفيرها بالفعل بمثابة نهج ٍمبسطٍ لقياس أداء النظام، على العكس من عملية القياس والتحقق من توصيات ترشيد الاستهلاك ورفع الكفاءة، التي يجب أن تحدد كمية الطاقة غير المستخدمة. وفي حال اعتمدت الطاقة التي يتم توفيرها على مصدر متغير للطاقة المتجددة، فلا بد عند تقييم أداء النظام من مراعاة ظروف ذلك المصدر في فترة المراقبة والتحقق، للتمييز بين تأثير هذا المصدر الأساسي وأداء نظام الطاقة المتجددة. وغالبًا ما يتم قياس الطاقة الفعلية للنظام من خلال مقارنتها بنموذج يتنبّأ بالمخرجات المتوقعة في ظل نفس ظروف القياس.

قد تتطلب مشاريع الطاقة المتجددة منحها مدةً أطول للاستثمار أو عقد الأداء بالمقارنة مع مشاريع كفاءة الطاقة. على سبيل المثال، تتجاوز فترات اتفاق شراء الطاقة عادةً عشر سنوات. لذا، قد يحتاج برنامج القياس والتحقق من الطاقة المتجددة إلى التحقق من الفوائد المستدامة على مدى فترات زمنية أطول. ومن الأفضل في هذه الحالة تطبيق منهجيات القياس والتحقق، التي تُتيح التحقق من الفوائد على فترة زمنية أطول بالرغم من تكلفتها المرتفعة في البداية. ومن الأمثلة على ذلك، خطة القياس والتحقق المبنية على تحليل البيانات بشكل دوري وعن بُعد بالاستعانة بنظام الحصول على البيانات في الموقع.

 بالنسبة للمشاريع القائمة على خطط القياس والتحقق التي تركز على قياس الطاقة الفعلية لنظام الطاقة المتجددة، باعتبارها مقياس الأداء الرئيسي، فلا حاجة لقياس أداء النظام عند خط الأساس أو أنّ ذلك غير قابل للتطبيق إذْ أنّ قياس مخرجات النظام يحدد أداء النظام في هذه الحالة ويفي بالغرض. ومع أنّه قد لا يكون هناك خط أساس مُحدد لعمليات القياس والتحقق، ما تزال هناك أنشطة وتحليلات أساسية يجب تنفيذها خلال التخطيط لعمليات القياس والتحقق من نظام الطاقة المتجددة، وأثناء تطبيق وتصميم المشروع.

قد تنطوي أنشطة القياس والتحقق على مراجعة وتحليل تفصيلي لسجلات استخدام الطاقة الحالية في المنشأة (بيانات الفترة لاستخدام الكهرباء؛ بيانات الحِمل/الساعة (سواءً الحمل الكهربائي و/أو الحراري))، وكل ذلك مرهون بنوع المشروع. هذا بالإضافة إلى مراجعة وتحليل هياكل أسعار شراء الخدمة، والمراجعة والتحليل التفصيلي لظروف الطقس المحلية المرتبطة بأداء نظام الطاقة المتجددة.

ينظم هيكل العقد أنشطةَ القياس والتحقق الخاصة بمشاريع الطاقة المتجددة، ويشمل ذلك تحليل خط الأساس، والقياسات المُجراة بعد تنفيذ المشروع، ومراقبة كافة العوامل الثابتة والمتغيرات المستقلة.

بالنسبة لشركة خدمات الطاقة في سياق عقد ضمان الأداء، حيث تكون الطاقة الفعلية لنظام الطاقة المتجددة هي مقياس الأداء، يتم استخدام نتائج تحليل خط الأساس لتحديد أسعار الخدمة التعاقدية وحساب القيمة المالية للوفورات. كما ستتم مراقبة الظروف البيئية المحيطة لتحديد أي ظروف جوية غير اعتيادية (يختلف ذلك عن البيانات التاريخية المستخدمة لتصميم أنشطة خط الأساس في المشروع) يمكنها التأثير على أداء نظام الطاقة المتجددة. هذا ويجب أن توضح خطة القياس والتحقق في المشروع المنهجيةَ المتبعة لقياس هذه الظروف وكيفية تعديل ناتج الأداء.

تعتمد تقنيات الطاقة المتجددة لتوليد الطاقة بشكل عام على موارد متغيرة، مثل ضوء الشمس أو الرياح. وعليه، يجب أن تراعي أنشطة القياس والتحقق عند تقييم الأداء المتوقع أو النموذجي التغيُّرَ في تلك الموارد، والذي يعتمد على بيانات سنة الأرصاد الجوية النموذجية، أو بيانات مماثلة.

على سبيل المثال، إذا تم استخدام المنهجية (ب) لقياس ناتج نظام طاقة الرياح على مدى 12 شهرًا باعتبارها الفترة المشمولة بالتقرير، من المهم أن نفهم ما إذا كانت فترة المراقبة الممتدة لـ 12 شهرًا تلك تُمثل سنة رياح عالية أو منخفضة أو متوسطة. فقد يؤدي استقراء الوفورات طويلة الأجل استنادًا إلى بيانات الطقس في سنة غير اعتيادية أو نمطية للوقوع في أخطاء حسابية كبيرة. بالتالي، يجب تضمين الموارد الأساسية (المتغيرة) التي تعتمد عليها أنظمة الطاقة المتجددة بالإضافة إلى مخرجات تلك الأنظمة في عملية قياس الأداء.

إذا كانت هناك علاقة خطية مباشرة بين قياسات الطقس وتوليد الطاقة، فيمكن استخدام نسبة بسيطة من قيم الطقس طويلة الأجل وقيم فترة المراقبة لتعديل أداء نظام الطاقة المتجددة قيد التقييم. وتختلف طريقة التعديل بالضبط تبعًا للتقنية المستخدمة. إذ يكفي في بعض الأحيان استخدام التعديل الخطي، في حين تتطلب تقنيات أخرى مثل توربينات الرياح معالجةً إحصائية أكثر تعقيدًا. وكثيرًا ما تُستخدم نماذج الحاسوب لتصميم النظام والتنبؤ بالأداء من أجل توليد وتقييم إنتاجية الطاقة في النظام مع مراعاة بيانات الطقس المقاسة خلال الفترة المشمولة بالتقرير.

تعد المنهجية (أ) بشكل عام المنهجية الأبسط والأقل تكلفة من بين منهجيات بروتوكول قياس الأداء والتحقق الدولي، مع أنّ قياس أداء النظام الفعلي أقل دقة في هذه الحالة. ويستخدم المُقيّم أو المُطور أو شركة خدمات الطاقة لدى تطبيق هذا المعيار قياساتٍ وملاحظات قصيرة الأجل لتحديد الخصائص التشغيلية للنظام، ويستخدم النتائج للتنبؤ بالبيانات طويلة الأجل وحساب توفير الطاقة.

وفي حين يتطلب تطبيق المنهجية (أ) إجراءَ بعض القياسات للطاقة التي يُولدها النظام (المحدد الرئيسي)، إلّا أنّها تتم عادةً ضمن فترة زمنية قصيرة لأغراض ربط تلك القياسات مع المتغيرات الأخرى. كما يمكن تطبيق المنهية (أ) في كثير من الأحيان باستخدام البيانات التي تم جمعها خلال عملية الاستلام أو البدء بالمشروع. إلّا أنّه لا بد من إعادة قياس المحدد الرئيسي بشكل دوري خلال الفترة المشمولة بالتقرير.

وعند تطبيق المنهجية (ب)، يتحمل مُورد الخدمة المسؤوليةَ عن قيم الطاقة الفعلية المُقاسة. وتُؤخذ الموارد المتجددة المتاحة بالاعتبار عند التأكد من أنّ النظام يُوفي بمتطلبات الأداء المتوقعة منه.

على سبيل المثال، عادة ما تُنفذ شركة خدمات الطاقة في عقد الأداء المنهجية (ب) باستخدام بيانات الموارد ليتسنى تعديل النتائج، حسب الاقتضاء، بحيث تتوافق مع الوفورات المحددة أو المتوقعة حسب المنهجية المُشار إليها في خطة القياس والتحقق.

يتم في إطار المنهجية (ج) تحليلُ المعلومات المتاحة في فواتير الخدمة أو أجهزة القياس للمنشأة بالكامل لتحديد توفير الطاقة أو إنتاجها. فبَعد تركيب نظام الطاقة المتجددة، يتم طرح فاتورة الخدمة (التي تحل محل القياس) أو قراءة جهاز قياس الخدمة من خط الأساس، مع إجراء التعديلات لمراعاة التغييرات في تشغيل وعمليات المنشأة، ليتم في النهاية حساب توفير الطاقة.

وقد تكون دقة المنهجية (ج) محدودةً بحكم العديد من المتغيرات التي تؤثر على استخدام الطاقة في المبنى، والتي تجعل اختيار المنهجية (ج) خيارًا غير مناسب لتقييم أداء الأنظمة التي يكون ناتج الطاقة فيها منخفضًا، بالمقارنة مع إجمالي الحِمل الكهربائي للمبني.

هذا وتعتمد المنهجية (د) في عملية قياس الأداء وتقدير الوفورات في المشروع على النماذج الشاملة للمبنى بأكمله أو الأنظمة المتضمنة.  وتُستخدم هذه المنهجية عادةً في مشاريع المنشآت الجديدة حيث تلزم الكفاءة على نطاق واسع و/أو تضم مُكونات الطاقة المتجددة، وتكمن الصعوبة هنا في تثبيت أجهزة القياس المعزولة وتحديد خصائص خط الأساس. وعلى الرغم من إمكانية تنفيذ عمليات قياس معزولة لدعم مُعايرة نماذج المُحاكاة كجزء من المنهجية (د)، إلّا أنّه لا يُشكل محور اهتمام وتركيز أنشطة القياس والتحقق في هذه المنهجية.



من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك تقر باستخدام ملفات تعريف الارتباط سياسة الخصوصية